ربما لسنا الوحيدين في هذا الكون، فلربما توجد أنماط أخر من الحياة في مجرات أخرى، غير الجنس البشري والأجناس الحيوانية التي تسكن كوكب الأرض. وفي نفس هذا الصدد، تم حديثاً اكتشاف كوكب جديد، وهو كثير الشبه بكوكبنا، الأرض.
كيف يمكننا التأكد من جود أنماط أخر من الحياة على كواكب أخرى؟ اُطلق على هذا الكوكب الجديد اسم "جليز 581 جي Gliese 581g"، ويصل حجمه ثلاثة أو أربعة أضعاف حجم الأرض ، مما يعني أن سطحه صلب وليس سائلاً أو غازياً.
وهو يدور حول نجم شمسي ويقع في قلب النظام الكوكبي. ويتيح تباعده بمسافة مناسبة عن النجم الذي يدور حوله، للمياه الموجودة على سطحه بالبقاء في حالة سائلة. أي، أنها لم تتحول إلى ثلج صلب بسبب البرودة الشديدة ولم تتبخر بسبب الحرارة الشديدة. فيتواجد هذا الكوكب المُكتشف في ما يُطلق عليه مصطلح "منطقة صالحة للسكن"، وتفسح هذه الفكرة المجال للاعتقاد بأنه ربما توجد أشكال من الحياة على سطحه.
ومن جهة أخرى، فإن نظامه النجمي والنجم الذي يدور حوله أقل انعزالاً بشكل لا يمكنكم تخيله، وهذا الكوكب عبارة عن نجم أحمر صغير جداً، وهو أصغر أشكال النجوم في الطريق اللبني.
يبلغ حجمه تقريباً ثلث حجم الشمس، ويبعد عن كوكبنا بـ 20 سنة ضوئية. مما يعني أنه عندما يخرج شعاع ضوئي من الأرض في اتجاه مجموعة السرطان النجمية، فإن هذا الشعاع يأخذ 20 عاماً ضوئياً حتى يصل إلى "جليز 581جي".
ويبدو هذا الكوكب المُكتشف، والذي تمكن رؤيته عن طريق التليسكوب، عادياً جداً، وهو يثير اهتماماً كبيراً وسط المجتمع العلمي. فقد تم حديثاً اكتشاف 6 كواكب خارج المجموعة الشمسية تدور حول الشمس، وتعد هذه المجموعة أحد أكثر الأنظمة الشمسية إدهاشاً التي اكتشفها الإنسان على مر تاريخه.
وحقيقةً، يكفي خبر اكتشاف كوكب شديد الشبه بكوكب الأرض، قد تسبب في الكثير من الجدل حوله. فطالما تساءل العلماء، منذ القدم، عن حقيقة وجود كواكب أخرى شبيهة بالأرض. وربما، أصبحنا الآن قريبين من الإجابة عن هذا التساؤل.
إلا أن التساؤل يُطرح أيضاً حول ما إذا كان هذا الكوكب التوأم لكوكب الأرض، يحمل على سطحه أشكالاً من الحياة.
فيقول السيد "ستيف فوجت"، الباحث بجامعة كاليفورنيا:"
نشعر بحماس شديد لهذا الموضوع... أعتقد أن هذا هو الخبر الذي ننتظره جميعاً منذ 15 عاماً... هو شديد القرب منا. هذا أمر مثير للدهشة."
ولدينا الآن، من بين 116 نجماً، كوكبان مؤهلان لووجود حياة على سطحيهما. ولكن هل يوجد المزيد مهنما! على كل حال، ما تمت دارسته من هذه النجوم حتى الآن، هي 9 كواكب فقط. فما هي احتمالات اكتشاف كواكب أخرى من هذه النوعية.
يبدو أن هناك كواكب أخرى صالحة لقيام حياة عليها وقد تضم بالفعل أنماطاً مختلفة من الحياة، فتخيلوا مدى التأثير الذي قد يحدثه مثل هذا الإحتمال.