ما إن علمت «فاطمة سميث»، وهي حاجة بريطانية حديثة عهد بالإسلام، أن قيمة الصلاة في مكة المكرمة تعادل 55 عاما من عمرها حتى أجهشت بالبكاء، مكبرة في صعيد منى، ومستشعرة عظم الشعيرة وقداسة العاصمة المقدسة.

مكة المكرمة شرفها الله بأن الصلاة فيها تعدل مائة ألف صلاة عن سواها.. اختزلت تلك المعلومة كل الدول والمدن التي زارتها فاطمة سميث، معتبرة أن عمرها الذي تجاوز الـ50 عاما قضته في «الكاثوليكية» لم يستطع موازاة فريضة واحدة في مكة توجهت فيها بقلبها وشجونها نحو الكعبة المشرفة.

وعند سؤال فاطمة سميث عن شعورها الذي راودها نتاج المعادلة الحسابية للعمر الافتراضي للإنسان في الصلوات، أجابت بأن «ذلك الجزاء وتلك الدرجات ورفعة المكانة لا تعطى إلا في الدين الحق، الذي حفظ كرامة الإنسان وأطر حياته بالإيمان والتقوى»، حتى إنها أبدت علامات التعجب والإكبار من هذا الدين الإسلامي الذي اعتنقته مؤخرا بأنه يجازي من يدخل فيه بالتكفير عما فرط فيه خلال سنوات طوال بعيدا عن جادة الحق، بصلاة واحدة في مكة المكرمة تمحو أعوام الضلال التي كانت تعيشها فاطمة.

الشيخ نبيل المعيقلي، الباحث في الشؤون الإسلامية، علق على ذلك خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا «حينما جعل الله عز وجل في مكة البيت الحرام قياما للناس، وجعل أفئدة الناس تهوي إليه، أودع شريعته الغراء ما يكون سياجا يميز هذه البقعة عن غيرها، ويبرز لها الفضل عما سواها، فجعل في شريعته لهذا البلد من الفضل والمكانة ما لم يكن في غيره، وتعددت فيه الفضائل وتنوعت حتى صار من فضائل مكة أن سماها الله أم القرى، كما في قوله (ولتنذر أم القرى ومن حولها)، فالقرى كلها تبع لها، وطوع عليها، وتقصدها جميع القرى في كل صلاة، فهي قبلة أهل الإسلام في الأرض ليس لهم قبلة سواها».

وأضاف المعيقلي أن «الصلاة في المسجد الحرام بمكة المكرمة تعدل مائة ألف صلاة، حيث إن فضل الفرض الواحد في السنة الواحدة في مكة يساوي 35.4 مليون صلاة في ما سواها، وذلك حاصل ضرب مائة ألف في عدد أيام السنة، ولو ضربنا هذا العدد في خمسة فروض، وضربنا ناتج الخمسة في عدد أيام السنة، سيكون ناتج الحسبة مهولا جدا».

وأبان الباحث في الشؤون الإسلامية أن أهل العلم قد اختلفوا في هذه المضاعفة، وما إذا كانت خاصة بالمسجد نفسه أم بمكة كلها، أي ما كان داخل الأميال، لافتا إلى أن الأرجح الذي ذهب إليه جمهور أهل العلم هو أن المضاعفة تشمل جميع مكة، غير أن الصلاة في المسجد نفسه أفضل، وذلك لقدم المكان ولكثرة الجماعة.

ويبدو أن عملية الإقناع حسابيا وافقت العقلية الأوروبية التي تعتمد في جوهر تفكيرها على الأمور الحسابية ولغة الأرقام، لا سيما أن فاطمة سميث هي محاسبة قانونية في إحدى الشركات المصرفية في مدينة نيوكاسل شمال لندن.

قصة إسلام فاطمة كانت ببدء تقربها من صديقها المسلم من أصول باكستانية، والذي راهنت معه على أن الصلوات المفروضة في الإسلام هي أمر مرهق، خاصة أنها لا تتعلق بدرجات وإنما بفروض تؤدى، ليدحض زميلها حجتها بأن تلك الفرائض خاصة عندما تؤدى في جماعة يكون أجرها أكبر، فضلا عن أدائها بمكة المكرمة والمدينة المنورة حيث إن الأولى تعدل الصلاة الواحدة فيها 100 ألف صلاة، والثانية بألف صلاة، الأمر الذي أثار دهشتها وفق النظرة الحسابية التي بدأ عقلها في ترجمتها والتعلق مبدئيا في التعرف على مبادئ الإسلام، وانتهى الأمر باعتناقها الدين الحق.

وأبدت البريطانية المسلمة سعادتها التي لا توصف بوجودها في أطهر بقاع الأرض، مشيرة إلى أنها ستستغل الدقائق والثواني في الصلاة داخل المسجد الحرام وإمتاع ناظريها برؤية الكعبة المشرفة التي أكدت أنها لن يطول بعادها عنها نظرا لاعتزامها القدوم في كل وقت تشتاق فيه إلى مكة المكرمة.